كيف تستثمر في العقارات؟

يُعتبر مجال الاستثمارات العقارية مجالا مجهولا بالنّسبة للكثيرين. فعلى عكس الأسهم والسّندات المعروفة عادة بأنّها “أصول تقليدية”، تمّ اعتبار العقارات إلى وقت متأخّر بأنّها “أصول بديلة” تتميّز بارتفاع ثمنها وصعوبة دخول مجالها ووجوب دفع ثمنها.

ورغم المزايا الواضحة، قد يبدو قطاع العقارات مخيفا إذا لم تكن هناك نقطة انطلاق واضحة. لكن في الواقع ليس هذا بالأمر الضّروري. ولذلك سنقوم في هذا المقال بشرح أساسيات الاستثمار العقاري، بما في ذلك الطّرق المختلقة للبدء مباشرة.

إذن أوّلا وقبل كلّ شيء، ما هو الاستثمار العقاري؟

ينقسم قطاع العقارات بشكل عام إلى أربع فئات هي: السّكنية والتّجارية والصّناعية والأراضي.

• العقارات السّكنية: حيث تتكوّن المباني السّكنية من أسرة واحدة أو عدّة أسر أو منازل أو وحداث سكنية. بينما تُعتبر المنازل المكوّنة من أكثر من أربع وحدات كممتلكات تجارية.
• العقارات التّجارية: تُستعمل الممتلكات التّجارية لأغراض تجارية، حيث يتمّ تصنيف المباني التّجارية كمكاتب ومساحات لمحلّات البيع بالتّجزئة وأراضي ومساكن متعدّدة الأسر.
• العقارات الصّناعية: تماما كما يشير اسمها، لهذه العقارات وظيفة تجارية وصناعية. وكمثال على ذلك نذكر محطّات النّقل والمخازن.
• الأراضي: تتكوّن الأراضي عادة من الممتلكات غير المبنية والّتي لا مباني فيها. كما هناك طرق مقيّدة لكسب المال من الأراضي على شكل استثمار.

هناك ثلاث طرق رئيسية لكسب المال من الاستثمار العقاري: الفائدة على القروض ورفع السّعر والإيجار.

• الفائدة على القرض: يتمّ تعريف الرّهن العقاري على أنّه عقد يقوم من خلاله المستثمر بإقراض المال إلى مطوّر عقارات ليكسب المال عن طريق الفائدة على رأس مال القرض العقاري.
• رفع السّعر: يسمح العقار للمستثمر، مثله مثل أيّ ملكية، بأن يكسب المال عن طريق بيع تلك الملكية. ولذلك يُعتبر تقييم أو رفع سعر ملكية ما خلال الوقت ربحا محتملا للمستثمر حينما يقوم ببيع الملكية.
• الإيجار: يستطيع المستثمر الّذي يملك عقارا ما أن يكسب المال عن طريق تأجير العقار. وتماما مثل الدّخل عن طريق الاستثمار في القرض، يمكن للإيجار منح المستثمر دخلا منتظما.

لكلّ فئة ولكلّ نوع من الاستثمار العقاري مخاطره الخاصّة به وكذا فوائده.

طرق الاستثمار في العقارات

هناك طرق مختلفة للاستثمار في العقارات من خلال مبالغ مالية مختلفة وبدرجات متفاوتة من الوقت وإمكانية الرّبح. حيث تنقسم خيارات الاستثمار العقاري إلى فئتين رئيسيتين هما: الاستثمارات النّشطة وغير النّشطة. إليك هنا بعض الطّرق للاستثمار في العقارات.

تجديد العقار

• تغيير المنزل: يُعتبر التّغيير الطّريقة الأكثر فعالية وعملية للاستثمار في العقارات. وذلك بأن يقوم المستثمر بشراء منزل ثمّ إجراء تعديلات وتجديدات لتحسين قيمته في السّوق، ثمّ إعادة بيعه بسعر أغلى. وعادة ما يكون هذا النّوع استثمارا قصير المدى.
• البيع بالجملة: يُعتبر البيع بالجملة خيارا آخر لتغيير العقار. حيث يقوم مستثمر بإمضاء عقد لشراء عقار ما يكون سعره أقلّ من القيمة السّوقية في نظره، ثمّ يقوم ببيعه بسرعة إلى مستثمر آخر بسعر أعلى ليحصل على الرّبح.

غالبا ما يبحث الباعة بالجملة عن مبان لتجديدها ثمّ بيعها لباعة المنازل لتجديدها وإضافة قيمة لها لبيعها بسعر أعلى.

تأجير العقارات

• العقارات المؤجّرة: تتطلّب هذه العقارات إدارة عملية أيضا، لكن على عكس تعديل المنازل، لهذه الفئة أفق استثمار طويل المدى. إذ يحصل مالك العقار على تدفّق مالي منتظم، شهري عادة، عن طريق الإيجار الّذي يدفعه المستأجر. توفّر هذه الفئة للمستثمرين دخلا ثابتا وموثوقا، لكنّها تتطلّب في نفس الوقت الكثير من العمل أو تفويضا للمسؤولية لضمان سير سلس.
• التأجير قصير المدى: يسمح التّأجير قصير المدى للسكّان بتأجير منازلهم كلّ ليلة كبديل عن الفنادق عادة. ويشبه التّأجير قصير المدى التّأجير العادي، لكنّه يقتصر على الملكيات السّكنية فقط، كما أنّه متوفّر بشكل عام لفترات قصيرة فقط.

الخلاصة

لقطاع العقارات سمعة جيّدة، فإذا ما تمّت إدارته بشكل جيّد، فقد يصبح الاستثمار في العقارات مصدرا قيّما للمال في محفظة الاستثمار. وتماما كأيّ استثمار آخر، يتطلّب الاستثمار العقاري فهم وتحديد المخاطر والأرباح المحتملة قبل الشّروع فيه. كما أنّه اعتمادا على الطّريقة الّتي تختارها للاستثمار في العقارات، فإنّك ستحتاج لحجم مختلف من الوقت ورأس المال الأوّلي والمعرفة والصبر.