الأمور الأساسية التي يجب معرفتها للاستثمار العقاري في دبي
يمثّل قطاع العقارات 60% من الموارد العالمية الرّائدة، وحصّة كبيرة من كلّ الأصول الوطنية والمشتركة والشّخصية. ولهذا يستحقّ الاستثمار العقاري أن يتمّ أخذه بعين الاعتبار
قبل ما يزيد عن قرن من الزّمان بقليل، كانت دبي بأكملها عبارة عن منطقة صحراوية، ولم تكن جذّابة من أيّة ناحية. لكن وبفضل رؤية القائد، المتمثّل في الشيخ زايد، كانت هناك نظرة خاطفة نحو المستقبل، وخطّة طويلة المدى لتحويلها إلى حقيقة. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت دبي، خلال تلك المدّة الزّمنية، أحد أكثر الأماكن زيارة في العالم. كما تمّ استغلال إمكاناتها السّياحية بنجاح، لتصبح بذلك مركزا عالميا. أكثر المعالم السّياحية شهرة في دبي هو برج خليفة (ثالث أطول برج في العالم والّذي كان الأطول)، وقرية حتا التراثية، ودبي مول (الأكبر في العالم) ودوار الساعة ديرة.
لقد شهد النموّ السكّاني ارتفاعا ملحوظا بتطوّر المدينة من خلال موانئها وبنيتها التّحتية. ولذلك وجب أن يتمّ توظيف المزيد من الأفراد للحفاظ على استمرارية الأعمال. انتقل عدد السكّان في دبي من قرابة نصف مليون سنة 1990 إلى حوالي ثلاثة ملايين سنة 2020، حيث أصبحت الإمارة الأكبر من حيث عدد السكّان في الإمارات العربية المتّحدة، متفوّقة بذلك على أبو ظبي، رغم أنّ مساحتها أصغر. يتكوّن معظم سكّان دبي من المغتربين الأجانب الّذين يعيشون ويعملون فيها. وقد سمح هذا الارتفاع في عدد السكّان المقيمين وفي قيمة الإمارة الاقتصادية وفي عدد السيّاح ببناء قاعدة لقطاع العقارات والّذي عرف ازدهارا على مرّ السنوات. وتشكّل القطاعات حاليا ما بين 15% إلى 20% من النّاتج المحلّي الإجمالي في دبي (GDP).
يجلب اكسبو 2020 معه فرصا جديدة، والمقرّر فتحة في أكتوبر 2020. فقد عرفت أسعار العقارات في الإمارة ارتفاعا بعد اعلان مكتب المعارض الدّولية (BIE) سنة 2013، لكنّ هذا الارتفاع في التقييم لم يدم طويلا. فقد استقرّت الأسعار في سنة 2014. لقد تعرّضت الأسعار إلى انخفاض حادّ منذ ذلك الوقت، حيث عجز العرض عن تلبية الطّلب. ولذلك ستكون اكسبو 2020 منصّة ممتازة لدبي لعرض نفسها أمام العالم، وذلك من خلال تسجيل أكثر من 130 دولة اهتمامها بالمشاركة وبأكثر من 20 مليون زائر متوقّع. فمن المتوقّع أن يمسّ الاهتمام العالمي المرتفع والاستثمار كلّ قطاع في الاقتصاد، بما في ذلك قطاع العقارات وقطاع الضّيافة.
يبدو أنّ الأنشطة قد عرفت ارتفاعا مؤخّرا. فقد أظهرت النّتائج من قبل Data Finder، وهي خاصّة بنظرة حول العقارات ومنصّة بيانات تابعة لـ the Property Finder Group، بأنّه قد تمّ تسجيل 5051 عملية بيع مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي (DLD) في نوفمبر 2019، حيث بلغت ارتفاعا بـ 11 عاما كلّ شهر. وقد تمّ تدعيم هذا بشكل كبير من قبل مبادرة الحكومة لإنشاء اللّجنة العليا للتخطيط العقاري، والّتي تهدف إلى تقييم الوضع الحالي لقطاع العقارات، والتّخطيط استراتيجيا لضمان كيفية ازدهار القطاع بالتّوافق مع أهداف دبي على المدى الطّويل. يُتوّقع من اللّجنة أن تخرج بخطط تمكّن العرض من تلبية الطّلب وتعزّز ثقة المستثمرين، وتكون أيضا علامة على تحسّن قادم في القطاع. وقد كان هناك ارتفاع في معاملات البيع بنسبة 134 في المائة، وذلك بعد أيّام من افتتاح اللّجنة برئاسة الشيخ محمّد.
تقوم حكومة الإمارات العربية المتّحدة أيضا بتشجيع أصحاب الدّخل المرتفع للبقاء مدّة أطول في الإمارة، حيث يأملون في ترجمة ذلك إلى شراء المنازل. حيث يتمّ هذا عن طريق منح تأشيرة مدّتها 10 سنوات للمستثمرين والمهنيين. من المتوقّع أن يقوم القانون المتعلّق بالملكية العقارية المشتركة بتحسين مصداقية القطاع، إضافة إلى مساعدة ثقة المستثمرين في النّظام وحماية حقوق جميع الأطراف المعنية. لقد تمّ تعزيز مؤسّسات مثل مؤسّسة التّنظيم العقاري (RERA) ودائرة الأراضي والأملاك في دبي (DLD) لتولّي أدوار أكثر أهمّية. حيث تمّ منحهم مسؤوليات الإشراف على التّطوير والسّمسرة والإدارة لقطاع عقارات دبي، وكذا تسجيل عقود الإيجار وتنظيم العلاقة بين مالكي العقارات والمستأجرين. كلّ هذه من أجل خلق أرضية ذات مستوى للعقارات وتعزيز العدالة.
يبدو المستقبل مشرقا حتما مع تسجيل أرقام قياسية في قطاع العقارات. إذ توفّر دبي فرصة ممتازة للمستثمرين للاستفادة إلى أقصى حدّ. تعمل التّنظيمات المناسبة والبيئة الّتي تعزّز التّعاون بين القطاعين الخاصّ والعام على خدمة أهداف قطاع الأعمال مع الحفاظ على الأنشطة متوافقة مع توقّعات الحكومة. سيقوم إكسبو 2020 بمهمّة رفع اهتمام العالم بهذا البلد فقط، والّذي نشأ من الصّحراء، وذلك ليصبح محطّ أنظار العالم.