كيف تأثر سوق العقارات في دبي بفيروس كورونا

في 2020، كان للوباء تأثير واضح ومباشر على الناس في جميع أنحاء العالم، جسديًا وعقليًا وماديًا. فقد حصل تغيير في طريقة إدراكنا لروتيننا اليومي وأولوياتنا. حيث كان على الأشخاص الذين اعتادوا تناول الطعام في المطاعم، التعود على طلب الطعام. والذين اعتادوا على العمل من المكتب، الاعتياد على العمل عن بعد. إن الوباء غير نمط الحياة للجميع، وكان له تأثير واضح على الإقتصاد العالمي في كل المجالات، ومنها سوق العقارات في دبي.

بسبب اعتماد سوق العقارات في دبي على الإستثمار الخارجي، فقد كان أثر قرار منع السفر في بداية الوباء سلبيا على السوق.

كأحد أهم المطورين العاقريين، كان علينا أن نبرز مرونتنا وفعاليتنا في طريقة عملنا. فقد أصبحنا جزء من التحول الكبير نحو المنصة الرقمية. فاصبحنا نجري جميع عمليات الحجز والدفع والتسجيل وحتى زيارة العقارات، عبر الإنترنت. بدأت الشركات باستخدام برامج مشاهدة العقار عبر برامج ثلاثية الأبعاد، تسمح للعملاء بتفقد العقار دون الحاجة لوجودهم جسديًا.

المنصات الرقمية سهلت التسجيل مثل تحميل كل الأوراق اللازمة، تعبئة الاستمارات والدفع بسهولة. ذلك من خلال برامج مثل نت ورك للفيزا، ماستر كارد ويونين باي، و “Bitcoin Suisse” للعملة المعماة مثل البيتكوين والاثريوم. لقد اعتادوا السماسرة والعملاء والمطورون في دبي على العملية الرقمية من خلال الاجتماعات عبر”زوم” أو “مايكروسوفت تيمز”. هذه العملية الرقمية تتضمن التدريب الإفتراضي والمزيد. في إلينغتون العقارية، مكاتبا مزودة بشاشات كبيرة، وفريق المستشارين العقاريين في استعداد للإجتماع عبر “زوم” واستخدام الجولة الافتراضية ذات ال360 درجة لمساعدة العملاء في أي وقت. فقد ساعدتنا التكنلوجيا في اكمال مهامنا بسرعة ودقة وسهولة.

مع انتقالنا إلى “الواقع الجديد”، فقد أصبح هناك تغير ملحوظ في اذواق الناس، مع ازدياد الطلب للمساحات المعيشية التي تليق بواقعنا. لقد اصبح هناك ازدياد في الطلب للمشاريع السكنية التي تقدم مساحات مفتوحة مثل الشرف، المسابح، الحدائق، النوادي والتيراس. الحاجة للهواء النقي والمساحات المفتوحة جاء بسبب الحجر المنزلي الذي امتد لفترات طويلة. الوباء عزز أنماط الحياة الصحية المرتبطة بالطبيعة، وأصبحت الشرفات جزء مهم في اختيار الشقق بغرفة نوم واحدة أو غرفتين وحتى التاون هاوس.

فقد عزز هذا الإدراك بأن المجمع يجب أن يكون امتداداً للشقة، مما أدى إلى طلب أكبر لمشاريع مثل بلغرافيا 3 في دائرة قرية جميرا، وويلتون بارك ريزيدنسز في مدينة محمد بن راشد. فهي مجمعات مكتفية بنفسها وتقدم لمقيميها كل احتياجاتهم، مع إعطائهم مساحات كافية للتواصل. مع مناطق مثل التيراس، الشرفات ومناطق اليوغا، فمشاريع بلغرافيا 3 وويلتون بارك ريزيدنسز تليق بالمتطلبات لمساحات تدخل الخارج إلى الداخل. 

لقد أثر الوباء على الإقتصاد في دبي بشكل قوي. في أوقات مثل هذه، أصبح من المهم أن يكون لدى الناس استثمار يولد دخل سلبي مثل العقارات. الدخل السلبي هو المكسب الذي يأتي من العقارات المؤجرة، الشراكه المحدودة أو أي تعهد آخر. فهذا الدخل لا يشارك فيه المستثمر بشكل فعال. إن الدخل السلبي مهم لأنه يمنح الإستقرار والحرية المالية. في عام 2020، اشتركت إلينغتون العقارية مع سمارت كراود لتقديم استثمار مشترك في إيتون بليس ابتداء من 5,000 درهم إماراتي. فهو يولد عائد استثمار جيد بدون اجبار المستثمر على شراء شقة كاملة. في مثل هذه الحالة يصبح المستثمر شريك في الملك للشقة ويحصل على عوائد تتناسب حصته التشاركية.

لا يوجد شك بأن الوباء غيّر العالم بأكمله، وغيّر احتياجاتنا وانتباهنا، مع خلق تغيّر في سوق العقار. قد تأقلم الكثير من الناس لنمط حياتهم الجديد، وكذلك السوق. المجماعات أصبحت أكثر تركيزًا على الأسر ومكتفية بنفسها وتوفر لمقيميها كل احتياجاتهم.